قبل عدة أيام، كنت قد غادرت أرض الوطن متوجها إلى كوالالومبور بماليزيا. فقد قررت أنا و إثنتين من أخواتي أن نقضي عدة أيام في هذة المدينة الساحرة. بدأت رحلتنا من الرياض إلى كوالالومبور عن طريق البحرين على طيران الخليج. ما إن وصلنا إلى مطار كوالالومبور الدولي حتى بدأت هذة الرحلة تعلن عن أولى علامات النجاح.
حطت الطائرة في المطار، و جنبات مدرج الهبوط محاطه بالمسطحات الخضراء الطبيعية. دخلنا إلى صالة القدوم، وكانت قمة في التنظيم والترتيب. فأول ما يواجهك في الصالة منطقة السوق الحرة حيث متاجر الملابس و الجلديات والساعات من جميع ماركات العالم. في نهاية السوق هناك حافلة متحركة تشبه ميترو الأنفاق بدون سائق، يقوم بنقل الركاب من السوق الحرة إلى الصالة الرئيسية. بعد ذلك تجاوزنا منطقة الجوازات وإستلمنا أمتعتنا ثم قمنا بإستئجار سيارة أجره.
من خلال هذا الموضوع لا أريد أن أسرد تفاصيل رحلتنا ونشاطاتنا طيلة الإحدى عشرة يوما، ولكني بالمقابل سوف أصف أفضل ثلاثة أماكن قضينا فيها أجمل الأوقات. المكان الأول هو شارع العرب، فأقرب ما يقال عن أنه الشانزإليزيه الماليزي. فمقاهي (القز) التي تفوح منها رائحة المعسل على جنبات الشارع، و المطاعم اللبنانية والإيرانية تعج بالسياح السعوديين، والماركات العالمية من لوي فويتون إلى بالقيري مرورا بمتاجر قوتشي، هذا بالإضافة إلى الفنادق العالمية الرائعة. خلال مدة بقائنا في كوالالومبور إعتدنا على الذهاب إلى هذا الشارع كل يوم تقريبا، و التسكع في جنبات الطريق حتى ينتهي بنا المطاف في إحدى المقاهي أو المطاعم قبل أن ينتهي يومنا بأحدى سيارات الأجره عائدين إلى الفندق.
من الأماكن الرائعة التي زرناها مدينة ألعاب الجينتنق. هذة المدينة تبعد عن كوالالومبور حوالي الساعة ونصف تقريبا (يعتمد على حالة الطريق)، وكانت في أعلى قمة إحدى الجبال. هذة المدينة تضم فندق كبير و عالي المستوى، بالإضافة إلى مدينة العاب ضخمة جدا للأطفال و الكبار على حد سواء. كان يوما ممتعا في هذة المدينة و مليئاً بالمواقف الطريفة، واللحظات الصعبة.
"أفا موسا"، أو أفعى موسى كما يطلق عليها باللغة العربية، كانت أيضا متنفسا حقيقيا، ومقصدا لكثير من السياح. هذا المنتزة يبعد عن المدينة حوالي الساعة ويضم عدة مناطق. من بينها عالم الحيوانات، وعالم المياه، و مدينة راعي الأبقار وغيرها، وكل واحده من هذة المدن تحتاج إلى يوم بأكملة. قمنا بإختيار عالم الحيوانات، وكانت جيده نوعا ما. فمن جولة على الحيوانات المتوحشة إلى عروض الحيوانات الأليفة، إلى الدخول إلى أقفاص بعض الحيوانات وإطعامها. كانت رحلة جيده.